مشروع دراسات التنمية في أقطار الخليج العربي- جامعة قطر- 1980

مشروع دراسات التنمية في أقطار الخليج العربي- جامعة قطر- 1980

نبذة تعريفية:

مشروع دراسات التنمية جاء في سياق ألاهتمام بقضية التنمية بشكل عام وفي دول الخليج بشكل خاص ، وذلك بعد أن بدأنا تأسيس منتدى التنمية عام 1980 على آثر الاجتماع الذي عُقد في أبو ظبي عام 1979 حول "كفاءة إداء المشروعات العامة" وصدر عنه كتابي " دور المشروعات العامة في التنمية الاقتصادية " ضمن سلسة عالم المعرفة تحت رقم (42) عام 1981. (أنظر النص في وثائق المشروع أدناه)

بدأت فكرة المشروع أثناء زيارة لي لجامعة قطر حيث التقيت بمديرها آن ذاك الدكتور محمد إبراهيم كاظم رحمه الله, والأخوان الدكتور عبد الله جمعه الكبيسي نائب مدير الجامعة والدكتور عبد الرحمن الأبراهيم الأمين العام للجامعة ، وكنت وقتها قد أنهيت سنتان من التفرغ الدراسي في جامعة هارفرد ولم تكن لدي رغبة للعودة إلى المؤسسة العامة القطرية للبترول ، حيث أن أسباب خروجي مازالت قائمة ، وكذلك لم تكن للقائمين على ألمؤسسة رغبة في عودتي.

 وأثناء الحديث أقترح الدكتور كاظم أن أعود للتدريس في الجامعة فوافقته واقترحت أن أنشئ مشروعا لدراسات التنمية في جامعة قطر وأن أتفرغ له بشكل تطوعي، فأنا أحصل على راتبي من مؤسسة البترول ولن أتقاضى من الجامعة مكافئة وإنما تطوع .

تحمس الدكتور كاظم للفكرة وكذلك الأخوان عبد الله وعبد الرحمن وطلبوا مني أن أبدأ فوراً . فقلت لهم أنا على استعداد ولكن أقترح أن يُستشار الديوان الأميري في ذلك ، وبالفعل أستشار الدكتور كاظم الأخ عيسى غانم الكواري وبعد عرض الموضوع على سمو الأمير تمت الموافقة .

أصدر الدكتور كاظم قراراً إدارياً أنشئ بموجبه المشروع وتم شكيل مجلس إدارة له يتكون من الدكتور كاظم رئيساً وأنا مديراً للمركز وعضوية نائب مدير الجامعة والأمين العام . ( وللأمانة أقول أن المجلس لم يتخل في إدارتي للمشروع وكان خير عونا لي).

وبدأت العمل فوراً في أحد وحدات المباني الجاهزة التي تم تخصيصها للمشروع.  كما تم نقل ناصر الكواري ليكون مسئولاً للعلاقات العامة وإسماعيل عبد الله سكرتيراً للمشروع .

بدءا النشاط في منتصف العام الدراسي 1980/1981. وكان العمل يرتكز على برنامج من ثلاثة أنشطة:

أولها: تقديم مادة اختيارية في الجامعة عن التنمية أقوم أنا بتدريسها للبنين والبنات .

ثانيها : تنظيم موسم ثقافي بمصاحبة سمنار داخلي .

ثالثها: عقد ورش عمل لمناقشة قضايا التنمية في قطر بشكل خاص.

أستمر العمل في المشروع بالنسبة لي عامان دراسيان قدمنا فيهما بالإضافة للتدريس ما يلي :

 موسم ثقافي عام

كان أغلب حضوره من الشباب القطري من الخرجين وكبار الموظفين وبينهم كوادر متقدمة عربية وقطرية ( أنظر البوم المشروع  في معرض الصور). وقد تم استضافة المحاضرين التالية أسماءهم مع حفظ الألقاب: أسامة عبد الرحمن, حازم الببلاوي, عبد العزيز الزامل, علي عبد الرحمن الخلف, علي فخرو, محمد الرميحي, محمد عبد الرحمن الطويل,يوسف صايغ.

كما تم عقد سمنارات لبعض المحاضرين في صباح اليوم التالي للمحاضرة وشارك فيها زملاء في الجامعة ومن خارجها حسب الموضوعات .

عقد ورش العمل

وقد كانت ورش العمل جادة وهادفة, تركز على الحوار من أجل مواجهة عقبات التنمية. وأذكر ألان اثنتان من ورش العمل هذه:

أولها :  ورشة حول دور الجامعة في المجتمع,  قدم فيها مدير الجامعة مداخلة رئيسية كما قدم آخرون من أهل الاختصاص العلمي مداخلات رئيسية, وجرى نقاش هام بين إدارة الجامعة وعدد من رجال التربية والتعليم، وقد قامت الأخت الأستاذة مديحه صالح بأخذ محضر للجلسات التي دامت لمدة فصل دراسي, ولكنني لا أعرف مصير المحضر بعد أن اضطريت لترك الجامعة تنفيذا لرغبة سمو ألامير (أنظر رسالة الديوان أدناه). وحسب ما أذكر, أن خلاصة النقاش توصلت إلى أن دور الجامعة في المجتمع يتمثل في ثلاث مهمات رئيسية.

أولها: تقديم تعليم أكاديمي معرفي لطلابها وأعدادهم ليكونوا كوادر صاحبة اختصاص.

 ثانيها: القيام بالبحث العلمي المتعلق بمشكلات المجتمع في مختلف التخصصات.

 ثالثها: إعداد وإبراز قيادات فكرية من بين هيئة التدريس ترجع لها الإدارة والأعلام في المجتمع كمصادر للخبرة والمعرفة ومصدرا للاستشارة.

أما حلقة النقاش الثانية فقد كانت حول أسباب الخلل السكاني في قطر وسُبل معالجته.

وقد قمنا بدعوة عدد ناهز المائة شخص من الكوادر القطرية عامة, وخاصة من العاملين في شئون الموظفين وقسمناهم إلى ثلاث مجموعات عُقد لكل مجموعة منها اجتماعان : أولهما: عرضنا فيه الإحصائيات المتوفرة عن السكان وقوة العمل في قطر وطلبنا من الحضور إبداء الرأي حولهما . وثانيهما: اجتماع أخر يُعقد بعد أسبوعان من الاجتماع الأول للمجموعة وكان هدفه البحث في أسباب الخلل والنظر في سُبل معالجته وتحديد الآليات اللازمة لذلك.

وبعد اكتمال اللقاءات الستة للمجموعات الثلاث قُمت بكتابة دراسة على ضوء محاضر اللقاءات كان عنوانها " نحو فهم أفضل لأسباب الخلل السكاني " وقد نشرت الدراسة في كتيب من قِبل مجلة " دراسات الخليج والجزيرة العربية " بجامعة الكويت عام 1982.(انظر نافذة الكتب في باب كتابات). وقد ساعد في أخذ محاضر الاجتماعات الأستاذ احمد أبو بكر. ولا يفوتني أن أذكر التحاق ألأخت  الفاضلة لولوه المسند  والسيد سيف السويدي بالمشروع تمهيدا لمواصلة دراساتهم العليا في الخارج.

و خلال هذه الفترة قدمت إنتاجي العلمي وتم تحكيمه ونال الموافقة على حصولي على رتبه أستاذ مُساعد وذلك خلال العام الدراسي الثاني للمشروع، وجدير بالذكر إنني أول من درس من القطرين في جامعة قطر(1976-1982) وأول من نال رتبة أستاذ مساعد فيها. كما كنت أيضا أول المبعدين منها

وقبل بداية العام الثالث 1982 /1983 تعاظم الضغط علي وعلى المشروع وأصبحت أقوال المسئولين تُنقل إلي, وكان أخرها ما يتعلق بذكر الدكتور محمد الرميحي  في محاضرته لكلمة "مسيرة " في سياق إجابته على أحد الأسئلة التي وجهت إليه في ختام المحاضرة.

وفي شهر سبتمبر وردت رسالة من رئيس الديوان الأميري لمدير الجامعة تُفيد بأن سمو الأمير قد عين الدكتور عبد الله جمعة الكبيسي مديراً بالوكالة لمشروع دراسات التنمية الذي أنا مديره. (أنظر صورة الرسالة في وثائق المشروع).

حَول مدير الجامعة الرسالة لي وهي لا تحتاج إلى تفسير، فحملت أوراقي وغادرت الجامعة في شهر أكتوبر عام 1982 وانقطعت صلتي بها نهائياً منذ ذلك الوقت بالرغم من أنني أول قطري درس في جامعة قطر وأول قطري نال رتبه أستاذ مُساعد فيها.

هذه نبذة تعريفية مختصرة حول المشروع ولا بد لي من عودة إليها فيما بعد لأضيف ما فاتني ذكره حول مشروع دراسات التنمية في أقطار الخليج العربي, وأستكمل تدريجيا توثيق ما يتيسر من نشاطات المشروع. 

وثائق المشروع:

رسالة تعيين مدير بالوكالة لمشروع دراسات التنمية بدلا عن علي خليفه الكواري

صور:

لمشاهدة صور المشروع اضغط هنا