صندوق البوكوارة
في أواخر 1956 وربما في مطلع 1957, بدأ إحساسا عام بتراجع الخدمات العامة ومنها الخدمات الصحية, والتمييز بين المواطنين في الابتعاث للعلاج. وكان جماعتنا البوكوارة حد في انتقال إلى العاصمة من قراهم في الشمال, نما شعوراً بضرورة التكاتف في حالة المأساة ومنها حالة المرض وغيره من النوازل الاجتماعية التي قد تواجه الفرد. وكان اغلب شباب البوكوارة يعملون في ذلك الوقت في شركة النفط في دخان. عندها نشأت فكرة تأسيس صندوق عون اجتماعي خاص بالبوكوارة ومن له صلة بهم وبالفعل تفاهمنا على إنشاء صندوق أسميناه صندوق البوكوارة وطبعنا سندات قبض فقط لمن يساهم واخترنا رحمة بن جهام ليكون أمينا للصندوق وخليفة بن جاسم الجو اسم وخليفة بن جبر بن دلهم وعلي بن خميس بن زامل وعلي بن سلطان المطاوعة لتلقي المساهمة. وكان من أوائل المساهمين ناصر بن عبدا لله العطية ( طوار ), وبعد إعلان الصندوق ظهرت معارضة له ونقد عليه لدى زملائه في المدرسة ومنهم على وجه الخصوص عبد اللطيف الجابر. كما ظهرت صناديق أخرى وتولد شعوراً غير مريح القبيلة بعد أن شهد الشعب القطري وحدة غير مسبوقة عام 1956 عندما تصاعدت الإضرابات العالمية وعن الشعور القومي. لذلك فتر حماسنا للصندوق بالرغم من جمع مبلغ معتبر تم الاحتفاظ به عند رحمة بن جهام حتى عام 1967 حيث اتفقنا على التبرع بالمبلغ لصالح المجهود الحرب في مصر.