كلمة شكر

 

أحيي كل من  تقاطعت معه مسيرتي واهتماماتي خلال الحقبة الاولى من ذكرياتي , والتي يغطي  هذا الجزء الاول عقدين منها ( 1953-1974 ), فمنهم من انتقل إلى رحمة الله وواسع غفرانه ومنهم من هو بيننا متمنيا له طول العمر وخير العطاء. واعتذر عمن فاتني ذكره من أسماء كريمة وأحداث هامة لم أكن قريبا منها أو لم تسعفني الذاكرة بها, وأستسمحهم جميعا ؛ فردا فردا ، إن كان فيما ذكرت من صلات وأحداث قد يختلف أو يتفاوت عن رواياتهم أو  قراءتهم للأحداث.

ويبقى علي واجب الشكر والتقدير لكل من كان له دور في تشجيعي بل في دفعي الى الشروع بكتابة هذه الذكريات التي لم يكن البدء فيها يسيرا علي لأسباب كثيرة, أولها كوني باحثا  ولست كاتبا ذا  قلم سيال  كما يقال وأسلوب روائي سلس. فقد قضيت عدة سنوات كي انجز خواطر قصيرة لا تتجاوز 30 صفحة " صور من ذاكرة الطفولة ". وهي الصور التي مازالت تحملها الذاكرة من فترة وعيي المبكر على ذاتي وبما حولي وحتى سن 12 سنه عام 1953. وقد نشرت تلك الخواطر على موقعي عام 2011 وأعدت نشرها ضمن مواد الطبعة الثانية من كتابي العين بصيرة عام 2013.

ولعل اول من شجعاني على كتابة فصول هذه المذكرات بعد أن عاشا معي عدة سنوات مخاض كتابة "صور من ذاكرة الطفولة " هما زوجتي ام جاسم , سبيكه محمد الخاطر وابني وصديقي الوفي كما يعرف جاسم نفسه منذ الصغر. فقد كانا اول من يقرأ الفصول ويبديا عليها الملاحظات ويجيزا  لي تقديمها لأصدقاء اخرين بعد ان اطمئن ان الفصل قد وصلت فكرته وسهلت قراءته غير مشوه بميل النفس الامارة بالسوء لتضخيم الذات وقمط حق ألآخرين. فلهما حبي وعرفاني.

وقد كان لإصرار صديقيَ من الشباب سعد راشد المهندي وهاني الخراز على مواصلتي كتابة مذكراتي بعد أن قرآ  " صور من ذاكرة الطفولة " , وأبديا استعدادهما لتدوين مسودات الفصول بعد الاستماع إلي وتسجيل حديث معي استغرق ثلاث جلسات من ليالي رمضان المبارك عام 2013. لقد كان لدورهما الضاغط علي بلطف ومودة فضل دفعي أخيرا  للقيام بكتابة الفصول بنفسي وعرضها عليهما قبل غيرهما فصلا فصلا ,  يبديان عليها الملاحظات ولا يبخلان بالمساعدة.

كما كان لما أسره لي الصديق العزيز الدكتور حسن عبد الرحيم السيد عندما التقينا في اكسفورد عام  2013 بأنه عندما قرأ "صور من ذاكرة الطفولة " "تعجب واندهش وضحك وبكى " , اثر حاسم في تعزيز ثقتي بنفسي ومقدرتي على كتابة سيرتي.

وكان اهتمام الصديق الدكتور عبد الله جمعه الكبيسي ومواصلته قراءة جميع الفصول منذ الفصل الثالث , يسعدني ويشكل صمام امان لي بأن المقربين من مسيرة حياتي لا يجدون فيما اكتب ما يستحق الاعتراض.

وقد منَ الله علي بلفتة كريمة من الاخت نوره السعد الكاتبة والروائية عندما اخذت على عاتقها بصبر , مهمة مراجعة الفصول بتمعن. كما طرحت التساؤلات التي جعلتني اعيد النظر في بعض ما كتبت وتحري الدقة حيثما كان على ان اتأكد من المعلومات عند نقل الأحداث وتحليلها.

والشكر والتقدير موصول للأخ العزيز عبد الله محمد جابر الجابر الذي راجع اللغة العربية في المسودة ما قبل الأخيرة من المذكرات وكان له الفضل في تدارك الاخطاء اللغوية دون تدخل في الاسلوب وتغيير المفردات.

و إلى جانب الاصدقاء الذين  قرأوا معي جميع الفصول وأبدوا عليها الملاحظات كان للأخت الفاضلة الكاتبة والصحفية القديرة مريم السعد  فضل خاص في التعريف بالفصول , كلما نشرت مسودة فصل منها على موقعي من اجل المناقشة والاستماع للملاحظات على ما ورد فيه. فقد كانت مشكورة تنشر مقاطع من كل فصل على تويتر والفيس بوك وتجذب إلى ألإطلاع عليها مهتمين كثر , لم يبخل بعضهم من داخل قطر وخارجها بالملاحظات القيمة والتشجيع الذي ساعدني على أن  اتحمل عاما ونصف العام من التفرغ لكتابة هذه الجزء الاول من سيرتي الذاتية.

وأخيرا وليس آخرا اشكر دار ضفاف على نشر كتاب العوسج هذا , حاملا سيرتي وذكرياتي لتكون رواية للأحداث والأوضاع التي شهدتها قطر ومحيطها الاقليمي وعمقها العربي , ولتضيف رواية أهلية عندما يصبح من الممكن في المستقبل تدوين التأريخ بموضوعية.

وفي الختام أعتذر عن كتابة تقديم لهذا الجزء من المذكرات , وأترك الرواية تقدم نفسها دون ما شرح لمضمونها و لا تفسير لمسماها.  فكتاب "العوسج " هذا اشبه برواية , تسرد ذكريات إنسان عربي عادي من بلد عربي صغير, شاءت له ألأقدار أن يشهد الانتقال من عصر ما قبل النفط إلى عصر النفط في المنطقة ويعاصر ثلاثة اجيال مختلفة عن بعضها البعض في وطنه وفي ارجاء الوطن العربي.

 

علي خليفه الكواري

الدوحه 23 حزيران 2015