لنضئ شمعة من أجل لبنان

يقول المثل "أن نضيء شمعة خير من أن نلعن الظلام" وهذا مثل ذو بعد إيجابي يصلح أن يكون شعاراً عملياً قابلاً للتطبيق من أجل الحبيب. إن الظلام الدامس الذي إعتاد العدو الصهيوني أن يفرضه على لبنان، في كل نوبة من نوبات غضبه من المقاومة الإسلامية والوطنية الباسلة، يتطلب منا اليوم الوقوف معنويا ومادياً مع شعب لبنان الشقيق في مواجهة العدوان المستمر علية من قبل إسرائيل على مدى ربع قرن من الزمان. وكأن لبنان لا يكفيه دمار الحرب الأهلية التي فرضت عليه والجراح العميقة التي اصابة افراد شعبه وجماعاته.

في مواجهة ذلك حريا بنا أن نعبر إيجابيا عن إستنكارنا للعدوان الإسرائيلي المتكرر على المدنيين اللبنانيين وتدمير البنية الأساسية وقطع التيار الكهربائي. وأن نقوم بحملة مناصرة وجمع تبرعات تحت شعار " لنضئ شمعة من أجل لبنان" وذلك من أجل تبديد الظلام وتعزيز صمود المقاومة الباسلة ومن أجل تربية أبنائنا على تراث المناصرة والحمية ومقاومة الظلم ورفض الهيمنة الصهيونية مستفيدين في ذلك من مخرون أمتنا العربية والإسلامية في نصرة المرابطين والمجاهدين والتواصي معهم بالحق وبالصبر.

ونحن في قطر مهيئون للقيام بذلك الواجب بفضل الله ورعاية سمو الامير حفظه الله الشيخ حمد بن خليفة صديق لبنان وصاحب المبادرات العربية الخيرة في النصرة والوفاق. ولدينا كذلك جمعية الهلال الاحمر القطرية  ومجلس إدارتها وعلى رأسه الصديق علي بن سلطان العلي وجهاز من النساء والرجال الذين يقدرون الواجب. وإلى جانب ذلك لدينا إيضاً صحافة يومية وأجهزة إعلام مسموعةٌ تصل لكل بيت ولها مواقف معلنة تدين العدوان الإسرائيلي على لبنان الأبي. كما لدينا مصدر الخير والراغبين في العمل الصالح من مواطنين ومقيمين قادرين وراغبين في المساهمة في حملة التبرعات من أجل تبديد الظلام وذلك من خلال المساهمة في عود التيار الكهربائي إلى ربوع لبنان الجميلة والإحتفاظ به متصلاً مضيئا من أجل تخفيف المعاناة والوقوف ضد الظلم وضد التهديدات التي اطلقها باراك بتوجيه ضربة أقسى إلى لبنان على مستوى عناقيد "الحقد" وقانا الحزينة. وكذلك تهديدات وزير خارجية العدو على رؤوس الأشهاد وأمام السفراء المعتمدين لديهم بحرق لبنان.

إن علينا واجب نصرة وواجب تخفيف المعاناة عن اهلنا في لبنان الشقيق وهذا الواجب هو فرض عين على كل حكومة وشعب وجماعة ومنظمة اهلية أو جمعية خيرية. وهو كذلك بالنسبة لكل فرد على  إمتداد الوطن العربي وعمق العالم الإسلامي كافة.

وإنطلاقاً من ذلك الواجب وفي ضوء الأمكانيات المتاحة يمكننا أن نقوم بحملة تبرعات على المستوى المحلي وأن نعطي القدوة على المستوى العربي والإسلامي مشاركين في ذلك الشرف الكثير من المبادرات الخيرة المعطاة المرتجاة والتي أنا على يقين من تبلورها وإنطلاقها في أكثر من بلد في الأيام القليلة القادمة إنشاء الله. هذا الى جانب تعضدينا للمبادرات السابقة التي نعلمها اليوم مثل مبادرة الوليد بن طلال والدعوة التي أطلقها رجل الاعمال الاردني وتبنتها جريدة الدستور الاردنية تحت شعار "ساهموا في عودة التيار الكهربائي إلى لبنان".

ويتلخص إقتراحي بأن تبدأ – فوراً وبدون إنتظار – كل من الصحف اليومية بإطلاق حملة التبرعات تحت شعار " لنضئ شمعة من أجل لبنان" وأقترح أن يكون التبرع معبراً عنه بعدد من الشمعات بدلاً من النقود، لما لذلك من تأثير معنوي وتعبيراً أدق عن هدف حملة التبرعات، ويكون التبرع إبتدأ من التبرع بشمعة واحدة للأطفال وفي المدارس إلى التبرع بعشر ومائة والف ومليون شمعة أو أكثر كل بحسب قدرته وأريحيته. ويتم التبرع بالنقود بحيث يكون ثمن الشمعة ريالً واحدً في قطر ووحدة النقود الوطنية في غيرها من البلاد.

تبدأ الحلمة وتنطلق من الصحف اليومية أولاً ومن ثم أجهزة الإعلام والمنظمات الأهلية والجمعيات الخيرية على أن يتم التنسيق فيما بعد بين كل تلك المصادر من خلال جهة وطنية – مثل جمعية الأهلال الاحمر القطري في قطر على سبيل المثال – أو ما تراه الحكومة من جهة مناسبة أو ما تتفق عليه الجهات التي سوف تتبنى الدعوة في كل بلد. وعلى الجهة الوطنية المنسقة لجهود الحملة تقع مسئولية  تفعيل الحملة وتوسيع نطاقها وإستمرار تدفق التبرعات، ما أستمر العدوان على لبنان وإستهدفت بنيته الأساسية وروع المدنيون فيه.

هذه دعوة وهي فرصة لكل منا أن يعبر عن مشاعره وأنا على يقين أننا لفاعلون إنشاء الله وثقتي في صحافتنا اليومية كبيرة فهي المدعوة أن تكون رأس الحربة في هذه المناصرة.